اكبر مدونة مشاهدة بالمملكة

03‏/03‏/2013

- ضعف التعليم بالمملكة ( مجلس الشوري )


«الشورى السعودي» يعزو ضعف التعليم إلى تحوله لوظيفة يتسابق عليها الخريجون


-------------------------------------------
ما سبب ارتفاع التعليم بالعالم كلة و انخفاضة بالمملكة
------------------------------------------
لماذا الطلاب الاجانب بالمملكة متفوقين و الطلاب السعوديين فشلة 
------------------------------------------
--------------------------------------------
--------------------------------------------
------------------------------------------
عزا الدكتور أحمد آل مفرح، رئيس اللجنة التعليمية في «الشورى السعودي»، أسباب ضعف التعليم في السعودية إلى ما سماه هو «تحول بعض المنتمين للتعليم عن رسالة التعليم الأساسية وغايتها السامية ومسؤوليتها العظيمة المتمثلة في تربية وإعداد الناشئة، إلى وظيفة فحسب، مما دعا الكثير من المهتمين بالتربية والتعليم إلى المطالبة بتمهين التعليم، حرصا على رسالتها من جهة، وسعيا لمساعدة المنتمين لها للتطوير المهني والفني المستدام من جهة أخرى».
واعتبر رئيس اللجنة التعليمية في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن الضعف جاء نتيجة للتغير الكبير الذي شهدته مهنة التعليم وتحولها من كونها رسالة، غدت اليوم في كثير من الأحيان وظيفة يتسابق عليها طالبو التوظيف من خريجي وخريجات الجامعات والكليات.
ودعا آل مفرح بالقول: «تسعى الدول إلى تحسين مخرجات التعليم علميا وفكريا وسلوكيا؛ وتحاول أن تتفاعل إيجابيا مع النقلة الهائلة التي تشهدها أوعية المعرفة وأساليب الحصول عليها، والمسؤولية المناطة بالمعلم كبيرة في تحقيق الأهداف التربوية والتنموية»، مؤكدا أن صلاح المعلم هو الصلاح الحقيقي للمؤسسة التعليمية ومتانة مخرجاتها، فالمعلم المؤهل يستطيع التعامل مع النظام التعليمي وتحقيق أهدافه وغاياته وتنفيذ برامجه.
وفي ذات السياق، قالت الدكتورة هند تركي السديري، أستاذة الأدب الإنجليزي المشارك بجامعة الأميرة نورة، إن التعليم بشقيه العام والعالي يعد ركيزة من ركائز دعم الاستقرار والأمن، إن لم يكن بناءه في المجتمعات المعاصرة، مفيدة بأنه لأهمية دوره كان أحد أهم العوامل التي تدرس دائما وتناقش في المحافل الدولية، ولا يمكن إنكار تأثيره الديني والسياسي والاقتصادي وانعكاس مخرجاته على المجتمعين المحلي والدولي، مشيرة إلى أنه بالنظر إلى ظهور الفكر المتطرف بقوة، الذي قاد إلى الإرهاب في الفترة الأخيرة من القرن العشرين، فإن دور المعلم يصبح ذا أهمية كبيرة، لأنه المشكل الأول لفكر الناشئة.
وركزت السديري على الإرهاب النفسي، لأن هذا النوع ينشأ في بدايات الشاب والشابة، ودخولهما مرحلة الشباب، حيث تكون الأفكار والحماس متوقدين، ويحار الشخص فيما يسمع ويقرأ، ومعظم الانتحاريين هم من صغار السن الذين غرر بهم، مبرزة دور وأهمية التعليم في مكافحة الأفكار المتطرفة، التي تقود في النهاية إلى الإرهاب والمواجهة المسلحة.
وقالت: «إن التعليم هو إحدى وسائل محاربة التطرف، ولكنه ليس الوحيد، فهناك طرق ووسائل أخرى وقائية؛ اجتماعية وسياسية ودينية واقتصادية تدعم التعليم وتكمل رسالته في تأسيس السلام ونشر الإخاء والمحبة الإنسانية. كما أن التعليم بالتأكيد هو المنطلق الرئيسي لبناء مجتمع متوازن، وتأثيره يمتد إلى جميع أوجه الحياة الإنسانية»، مشيرة إلى أن التعليم يعطي قوة وحكمة والحوار الجامعي يوسع المدارك ويوضح الرؤية التي قد تكون غائبة أو غير واضحة، بسبب معتقدات معينة تستميل العاطفة وتعطل العقل، وهنا يأتي دور التعليم في إزالة الغشاوة وفي مناقشة الأفكار وتوضيح الغث من السمين منها.
وأفادت بأن التعليم العالي هو الحاضن لمثل هذا التوجه، فعنده من الإمكانات ما يجعله يحتل الصدارة في مواجهة التطرف، فطلاب الجامعة أصبح لديهم فرصة أكبر للخروج من محيطهم ومعرفة الآخر واحترام اختلافه، فعالمية التعليم حققت ذلك. وأيضا تبادل الطلاب بين الجامعات المحلية والخارجية، ومثال على ذالك الخطوة التي اتخذتها جامعة الملك سعود بابتعاث مجموعة من طالباتها إلى كوريا الجنوبية للاطلاع على الجامعات الكورية الجنوبية والتبادل الثقافي والعلمي.
وزادت السديري بالقول: «على الرغم من قصر مدة الرحلة، حيث إنها لم تكن تعليمية بمعنى البقاء للدراسة كمبتعثات، إلا أنها وسعت مدارك الطالبات بلا شك، وأطلعتهن على الثقافة الشرقية الكورية، كما خطت جامعة دار الحكمة هذا الطريق أيضا برنامج التوأمة الذي اعتمدته بعض الجامعات السعودية، وهو برنامج ناجح، حيث يدرس الطالب بعض المواد في جامعات أخرى ويعود ليستكمل في بلاده تعليمه وفترة الدراسة غير الطويلة في جماعة مختلفة مع طلاب أجانب تتيح له فرصة معرفة الأفكار الأخرى ووجهات النظر والاطلاع على المرئيات السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية في عالم مختلف عن عالمه».
وقالت: إنه من منطلق أهمية التعليم جعلت الاهتمام ينصب على المثلث التعليمي الأستاذ، والمقرر والطالب فهم دائرة متكاملة ويجب على المعلم الجامعي أن يكون مطلعا واسع الأفق شاعرا بمسؤوليته الدينية والوطنية تجاه طلابه، كما يجب أن يكون متجاوبا مع اهتمامات الجموع والمجتمع، ولا يكفي إلمامه بمادته أو أن يجعل مادته مادة مستقلة عن كل ما عداها، وخاصة الأفكار والنظريات الاجتماعية والاقتصادية التي كثيرا ما تجد قبولا من الطلاب وتستميلهم، وسعة البال والاطلاع تخول المعلم السيطرة على التوجه الفكري للطلاب ومناقشة الأفكار، التي قد يرى أنها بذور لتطرف فكري مقبل. وأكدت الباحثة الأكاديمية أنه من المهم أن يمتلك الأستاذ الأدوات الحديثة للتعامل مع الأجيال الجديدة، وأن يسمع لهم ويطوع التقنية لخدمة ذلك الهدف السامي، وهو حمايتهم من التطرف، وكذلك تفعيل المنتديات الحوارية الخاصة بالمادة وإعطاء الطلاب الإحساس بالأمن والحرية في طرح الرأي، ومن ثم توجيه الآراء المتطرفة التوجيه السليم، وذلك بمناقشتها وطرح الأمثلة وبيان فسادها وخطرها دون ترهيب أو تخويف، وطرح مواضيع للحوار والنقاش، وكذا أهمية الوسط التعليمي ككل من أساتذة ووكلاء وعمداء فهذا الوسط يجب أن يشتمل على الاعتراف بإمكانية ارتكاب الفرد لأخطاء، والإيمان بالطبيعة المتغيرة للمعرفة، ومنح كل طالب الحرية في التعبير والحث على إعلاء مصلحة المجتمع على المصالح الشخصية.
وشددت على أهمية أن يحوي المنهج التوجه الوسطي المتقبل للاختلاف، وتغيير المناهج بين فترة وأخرى لتدريس ما يتلاءم مع الأحداث العالمية والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تنعكس على جميع العالم، في ظل العولمة واضمحلال الفروقات المكانية، مع مراعاة اختيار مواضيع جديدة ومعاصرة والإنتاج الأدبي العالمي غزير جدا والجوائز الأدبية ترصد هذا الإنتاج مختارة منه ما يرقى إلى معاييرها، مما يجعل عملية الانتقاء معقولة في ظل معايير تضعها الأقسام والكليات وتقرها، على أن تدرس لمدة لا تزيد على عشر سنوات.
وقالت أيضا: «يجب تدريب المعلمين على التعامل مع هذه المقررات وكيفية الاستفادة من الأفكار المطروحة فيها؛ سواء بالرفض وبيان ادعاءاتها أو قبولها وبيان أوجه التشابه والاختلاف والانعكاس الإنساني فيها، وكذلك العناية بالدراسات المتعددة الثقافات، التي يزخر بها عالمنا الحالي، كما يجب أن تشتمل على القيم والمسؤولية الاجتماعية من أجل الإنسانية، التي يبثها الإنتاج الأدبي وينشرها بين قراءه، والقاعة الجامعية هي المكان الأفضل لذلك».
وأوصت بأن يكون الارتباط بين المجتمع ومؤسسات التعليم متصلا عن طريق المحاضرات العامة والمسرح الجامعي وتدريب المعلمين على الحوار وطرح الآراء والإقناع بالحجة، مستهدفين الوسطية وفهم الآخر وليس تجريده واستبعاده، واختيار المواد المدرسة بعناية مع مراعاة الأهداف التي تم الاختيار على ضوئها، واحتواء المواد المختارة على قيم إنسانية ثابتة.


ليست هناك تعليقات: